صناعة المواقد الطينية
تعمل جمعية جيل البناء للتنمية الإنسانية من خلال شراكتها مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في اليمن على تقديم خدمات الحماية والحلول طويلة الأجل للنازحين والأسر الضعيفة من المجتمع المضيف وذلك من خلال الدعم المستمر وتوفير احتياجاتهم في مجال المأوى. وقد أطلقت الجمعية مشروعًا تجريبيًا بدأً بتدشين ورشة عمل تدريبية حول تصنيع مواقد الطين للنازحين القاطنين في المخيمات الواقعة تحت إدارتها في مديريتي القناوص واللحية من محافظة الحديدة. وقامت الجمعية بالتعاقد مع مجموعة من الحرفيين الذكور والإناث الماهرين في صناعة المواقد الطينية في المجتمع المحلي المضيف، وكانت مهمتهم الرئيسية تدريب 40 نازحًا ونازحة تم ترشيحهم مسبقاً من خلال جلسات النقاش المخصصة التي أجراها فريق الجمعية مع النازحين في هذه المخيمات.
ويتمثل الهدف الرئيسي للورشة التدريبية بتعليم النازحين المشاركين التفاصيل الأساسية لتصنيع مواقد الطين، وكذلك مساعدتهم في فهم جميع جوانب تصنيع المواقد الطينية ليقوموا بتعليم هذه الحرفة المكتسبة إلى النازحين الآخرين في مواقعهم. ومن أجل ذلك فقد شملت الورشة جميع المراحل والنقاط المتعلقة بتصنيع المواقد الطينية كتعريف المشاركين بالمواد المستخدمة، وتسلسل مراحل التحضير، وكمية الوقود اللازم، وأدوات السلامة، وطريقة اختيار مكان الموقد المناسب داخل المخيم، مع التعريف بكفاءة المواقد الطينية وتوضيح مزاياها وعيوبها. وفي نهاية الورشة، قام فريق الجمعية بتوعية النازحين وتعريفهم بأهمية مشاركتهم في تنفيذ مثل هذه المشاريع المجتمعية لتحسين ظروفهم المعيشية وتقليص نسبة الفقر في المجتمع.
ومن خلال تقييم الأثر لهذا المشروع، أظهرت نتائج التقييم التجربة الناجحة والواعدة لهذا المشروع، حيث عبّرت جميع الأسر المستفيدة عن رضاها وأنها باتت تستخدم المواقد الطينية بشكل يومي باعتبارها بديلاً آمناً للطهي وموفرًا للوقود وصديقة للبيئة وتساهم في التقليل من المعاناة التي كانت تقع على عاتق النساء والفتيات في جمع الحطب، كما انها ساعدت في التخلص من حوادث الحريق المتكررة للمخيمات والتي غالباً ما كانت تحدث بسبب تطاير الشرارات أثناء الطهي. ومن ناحية أخرى، أكد فريق الجمعية المشارك في تنفيذ المشروع على أن النتائج الإيجابية التي أظهرتها المواقد الطينية تُعد فرصة جيدة من أجل توسيع نشاط المشروع ليشمل المزيد من الأسر في مخيمات النزوح الأخرى.



